الاثنين، 22 أغسطس 2011

مرحبا بكم

التحنيط هو العلم والفن المصري الاصيل الذي ابتدعه المصريون القدماء وطوروه وحدهم الى المستوى الذي وقف العلم الحديث عنده مشرئب العنق شاخص الأبصار يحاول قدر استطاعته فك شفراته وحل ألغازه.
  وتستطيع من خلال متابعتنا في هذه المدونة أن تحصل على أدق المعلومات وأهم الاسرار في مجال التحنيط . 

تاريخ التحنيط في مصر

تاريخ التحنيط
لاشك أن جلود الحيوانات والطيور قد استخدمت منذ أقدم العصور كلباس للوقاية من البرد أو للزينة كما نصبت منها الخيام وصنعت منها الدروع ،كذلك فقد حفظت آلاف الأجساد بعد موتها لمعتقدات دينية سادت في أزمانها..
ومن المعروف أن الهولنديين هم أول من ادخل هذا الفن في أوروبا عندما بدءوا بتنشيط التجارة مع الهنود في القرن السادس عشر فاستقدموا طيورا حية ومحنطة من جزر الهند كما أدخلوا جلوداً لحيوانات وطيور كان يعتقد أنها خرافية .
كما كان من بين الألمان كثيرون ممن برعوا في التحنيط وابتكروا فيه طرقاً جديدة ،والمعروف أن البرنس "ماكسمليان" قد اكتشف مناطق كثيرة في أمريكا الشمالية و الجنوبية في أوائل القرن التاسع عشر خلال رحلاته الاستكشافية لجمع عينات من الطيور والحيوانات النادرة ، وقد احتفظ متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي بنماذج عديدة من مجموعاته .

التحنيط في مصر في العصور القديمة

أما في مصر - موطن التحنيط ومهد نشأته ومرقد سره 
إنه على الرغم من أن أقدم مومياء من صنع إنسان لم يعثر عليها في مصر إلا أن فضل قدماء المصريين وتفوقهم علي حضارات العالم آنذاك والدلائل التي عَثر عليها   بقربها تقطع بأن هذه المومياء أو اليد التي صنعتها لها صلة بوادي النيل ، لقد كانت هذه المومياء لطفل أسمر عمره عامين ونصف يرتدي عقدا من قشر بيض النعام ، وقد وجد في غرب ليبيا ، وكان في وضع الجنين داخل كيس من جلد الظباء داخل غلاف محشو بأوراق النبات ، وقد أطلق عليه اسم المومياء السوداء أو ، ويدل نزع الأحشاء منه علي عملية تحنيط متطورة موروثة عن  زمن أقدم ,، كما كان العثور على رسوم لإنسان برأس أبن آوى - وهو أنوبيس عند الفراعنة - أقدم من المومياء بمائة عام دليلا على الروابط الوثيقة بين هذه الحضارة وحضارة وادي النيل التي كان التحنيط فيها مهنة مقدسة وسرية  يتوارثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم وكان للمحنطين مكانة شريفة ومنزلة سامية .
ورغم أن هذه المهنة كانت سرية وغامضة إلا أن العلم والتقنيات الحديثة واللوحات المنقوشة على جدرانهم قد ساهمت في كشف جانباً من هذا الغموض .
وقد منَّ الفراعنة علي أحفادهم بكتمان هذا السر العظيم الذي جعل لمصر ثروة من المومياوات التي لا تقدر إحداها بثمن.
ومن الثابت أن مراتب التحنيط عندهم كانت تختلف باختلاف مكانة المتوفى ولعل أكثر ما قيل أنها كانت ثلاثة طرق الأولى للفراعنة والأثرياء والثانية للملاك والثالثة للفقراء   .... إننا نلاحظ اختلافاً ظاهراً في ألوان المومياوات ينطق بصراحة عن مواد مختلفة ومتباينة منها ما هو محتفظ بلونه ومنها ما هو مشبع بالقار الأسود، كما حنطوا طيورا وحيوانات وأسماك وزواحف وكل واحدة منها تحتاج إلى طرق خاصة.
وكانت التوابيت من أهم الشعائر الجنائزية وكان من الممكن أن يكون تابوتاً واحداً أو أكثر داخل بعضهم إلا أن أكثر ما عثر عليه كان من الخشب وعليه طبقات من الجص كما حملت نقوشاً مميزة للأساطير ومحاكمات الموتى وكان لهذه التوابيت دوراً رئيسا في حماية المومياوات من السرقة و العوامل الجوية والرطوبة والحشرات والحيوانات الضارية.
كما وجدت مومياوات حشي التجويف البطني فيها بملح النطرون ، ووجدت أخري دون حشو إطلاقاً.

التحنيط في مصر في العصور الحديثة
                            
إن أكثر ما وجدت من عينات منذ بداية القرن العشرين كانت توضح أن للأجانب فضلا كبيرا في وجودها إذ كان أكثرها محنط بأياد أجنبية,ومن المعروف أن العلامة المستر نيكول وكيل حدائق الحيوان ومؤلف كتاب  " BIRDS OF EGYPT " كان أشهر المحنطين في مصر في مطلع هذا القرن وعلى ما يبدو أنه لم يكن هناك غيره آنذاك وقد درب بعض العاملين وقتها على مبادئ تحنيط بعض الطيور والحيوانات.
ثم أُنشئ بحدائق الحيوان بالجيزة متحفاً مكون من مجموعة من رؤوس الحيوانات
 وبعض الطيور التي كانت مستوردة من الخارج أو مهداة إلي المتحف أو محنطة بواسطة نيكول و تلامذته .
بعد ذلك أوفد الدكتور إبراهيم قدري المفتش بإدارة حدائق الحيوان في إحدى البعثات التدريبية بلندن وقد سعى بجهد مضني ووساطة إلي تعلم فن التحنيط في معهد هاروود  للتحنيط بهمر سميث بلندن وقد تقلد فور عودته منصب مدير الحدائق فعمد إلي زيادة عدد العاملين بالتحنيط وتدريبهم على أحدث الطرق وقد وضع رحمه الله كتاباً قيماً قبل وفاته 
ومن بعده اوفد _ وكيل حدائق الحيوان - إلى معهد جيرار بلندن لتعلم أحدث ما وصل إليه التحنيط ونقله إلى مصر.
وفي منتصف الأربعينات أصدر العالم المصري الكبير الدكتور حسين فرج زين الدين وآخرون كتابا مميزاً من كتبه الهامة عن التحنيط أسماه " التحنيط "وقد كان الداعي إلى إصداره هو الرغبة في إنشاء متحف مصري بأيدي مصرية 
كما كان لإنشاء قسم التحنيط بوزارة المعارف دوراً كبيراً في نشر هذا الفن في دور العلم المختلفة.
وسيطرت براعة ومهارة الأستاذ حسن جلال الدين علي  اسم التحنيط خلال بعد ذلك وقد قام بنفسه بجمع عينات مختارة  لتحنيطها كم عمل في منصب مدير متحف حدائق حيوان الجيزة  كما ساعد كثيراً وكان خير عون في دراسات علم الطيور العملية ، وذكر بكل خير فيما كتب عن الطيور المصرية .

التحنيط البشري في الألفية الثالثة :
من تأثيرات العلوم الحديثة علي التحنيط أن ظهرت في الآونة الأخيرة بعض المعاهد والمؤسسات التي تنادي بفكرة التحنيط للخلود الأبدي كما ظن المصريون القدماء, بل إنهم يظنون أن الفراعنة قد تيقنوا من أن الروح عائدة لا محالة بفعل الطبيعة أو بفعل البشر يوما ما وهو ما دعاهم إلى حفظ أجسادهم ، ومن الغريب أنه على الرغم من التكلفة الباهظة لتحنيط الجسد الواحد إلا أن المشتركين في هذه المراكز هم من يدافعون عنها ويرفضون الاعتراض على حقهم في أن يحفظوا أجسادهم بعد الموت ربما يتمكن العلم من إعادة الروح إليهم مرة أخرى يوما ما 
 إنهم يرون تكلفة التحنيط لا توازي تغيير موديل السيارة فهل يفرط في حماية جسده من التلف ؟
ومن الواضح أن كل معهد يتبع طريقة خاصة به، ، أن الاعتقاد بإمكانية إعادة الروح لجسد المتوفى مستقبلا بواسطة العلوم البشرية هو أمر يحتاج إلي من يبرهن عليه وذلك لأن خلايا الدماغ تتضرر في غضون دقائق بعد الوفاة  ، كما أن سائل التجميد لابد وان يكون غير سام على عكس ما هو متبع ، كما ينبغي علاج القطوع التي أحدثتها عملية التحنيط في الصدر والقلب ولحام ثقب الدماغ ، وهل فكر احدهم في الضمانات التي سيحصلون عليها عند عودتهم للحياة أم أنهم سيموتون أثرياء ثم تعود إليهم الروح ليجدوا أنفسهم  متسولون في الطرقات.. !! كل هذا إضافة إلى عدم وجود أي دليل علمي على هذا الزعم جزئياً أو كلياً.